رجل علم كيف يربي ابنه
وبالفعل فقد مضتِ الأيامُ واستمر الولدُ في نزع المسامير عن كلِّ يومٍ لا يؤذي فيه أحداً إلى أن وصلَ لليومِ الذي نزعَ فيه آخرَ مُسمارٍ في ذلك السور!! فطار مِن الفرح وذهبُ إلى والده يخبرهُ بذلكَ!
هنا .. أخذَ الأبُ ابنهُ إلى السّور وقال: أحسنتَ يا بنيّ! فأنتَ لم تصبح شخصاً متحكماً في أعصابك فقط! لكنك أصبحتَ شخصاً طيباً لا يؤذي أحداً !!
لقد استطعتَ يا بنيَّ أن تنزعَ المساميرَ التي طرقتها، ولكنكَ لا ولن تستطيعَ محوَ تلكَ الثقوبِ التي تركتها المسامير !
وكذلك هم البشرُ يا بنيَّ!! حينَ تجرحُ أحدهم فأنتَ تطرقُ مسماراً في قلبه ونفسه! وحتى إن اعتذرتَ وأزلتَ ذلكَ المسمارَ لكنّكَ لن تنزعَ أثره!! بل وسيبقى كذكرى مؤلمةٍ في حياةِ ذلكَ الشّخص ما دام على قيد الحياة.