قصه وعبرة
كتب احدهم...
كنت طفلاً في السابعة من العمر عندما سمعت عن طلاق عمتي و مجيئها للإقامة في بيتنا .. توقعت أن أرى إنسانة حزينة من ردود أفعال أمي لكن المفاجأة أن عمتي كانت مبتسمة
عندما كبرت عرفت أن زوجها طلقها لعدم إنجابها
لم تكن ناقمة حتى عليه
كانت تقول في ثقة .. الحق معه .. هو محتاج للخلفة
عمتي إنسانة رفيقة تربت على التماس الأعذار و أن الرفق بالآخرين هو أهم شيء
كانت تعاون أمي في تربيتنا .. تحكي القصص و تساعد في الرعاية بلا أي عصبية .. و عندما كانت أمي تجري ورائي لتضربني كانت عمتي تقول .. هذا سندك حد يضرب سنده
سمعته يقول لها .. أريدك أن تربي أبنائي لكنها ردت عليه الله يوفقك
أمي الغالية كانت عصبية و عمتي كانت هادئة .. أصاب أمي مرض احتاجت معه إلى ملازمة المستشفى و عمتي قامت برعايتنا اثناء غيابها .. عمتي كانت تقول دائماً هذه العبارة
و فهمت انها تعني الهدوء .. لا ټضرب و لا تنفعل و لا تعادي
و كانت تقول أن الإنسان أحوج مخلوق إلى الرفق
و لا أنسى عندما كادت احدى أشجار حديقتنا ان ټموت فعطفت عمتي عليها و اهتمت بها حتى عادت إلى النمو
عمتي هي التي علمتني الصلاة
قلت لها .. أ ليس ربنا عظيم
طيب لماذا يحتاج منا الصلاة بماذا ستنفعه
أخي كان عالي الصوت و كانت تقول له دوماً أحب صوتك الرائع المنخفض و كان يندهش ثم فجأة بدأ يخفضه
عادت أمي من المستشفى لتجدني أصلي و أخي قد كف عن ارتفاع الصوت
رأيت مرة عمتي تتأمل صورة زفافها .. سألتها إنتِ زعلانة لإنك لم تنجبي
قلت .. بيد الله
قالت في يقين .. الله لا يريد بي إلا خيرا أنا لست منزعجه
بصراحة كنت أشعر في بعض الأحيان إنها مفتقدة لزوجها لكنها ليست راضية بالرجوع إليه رغم آلحاحه عليها بالعودة إليه .. لا أنسى يوم عاد إلى بيتنا يومها جلس معها و مع أبي
و أعمامي .. لأقناعها بالعودة إليه .. كان نادماً على الطلاق
قلت لها ارجعي له .. كانت تبكي في حجرتها طبطبت عليها ..